السبت، 10 نوفمبر 2018

ندوة “هل نستطيع فهم نيتشه؟"



مع نيتشه، في جدليّته القائمة بين النص والفهم، نظّم "القرّاء البحرينيون" ندوة بعنوان “هل نستطيع فهم نيتشه؟”، ألقاها د.وائل المهدي، واستعرض فيها عدداً من الأنماط الفكريّة لـ “نيتشه”، مستعيناً على فهمها باللوحات الفنّية، التي لامست في أكثر جوانبها -على حد تعبيره من فلسفة نيتشه حول تقييم القيم- للفنان الجرافيتي “بانكسي”، وأُقيمت الفعاليّة في “مشق آرت” الموافق يوم الجمعة  ٩ نوفمبر ٢٠١٨م.

أكّد “المهدي” على ضرورة فهم نيتشه من خلال (روح العصر) التي عاصرها وترعرع فيها، مشيراً إلى بعض هذه المتغيّرات إلى ما بعد سيطرة أنظمة القرون الوسطى وانحسار المسيحية إلى عصر الصناعة ودخول العهد الحديث وإنتقالية الوعي الأوروبي. بينما في الجانب الآخر ، عبّر “المهدي” من خلال لوحة (الصرخة) لـ إدفارت مونك -من فهم عصر نيتشه- بالوحدة الوجودية، الخوف، والغضب الوجودي.

وأشار “المهدي” إلى وصف نيتشه بـ “المبالغة” في بعض جوانب فلسفته، معبراً عمّا أطلقه نيتشه على نفسه بـ (عبوة ديناميت) في تفكيك أفكار عصره عبر انتقادها وإعادة إنتاجها، مؤكداً على أسلوبه الذي يعُرَّف بـ (فلسفة المطرقة) في الهجوم المباشر على أقرانه الفلاسفة كأمثال سقراط وأفلاطون وشوبنهاور.

وعن منظور نيتشه في (أصل الأخلاق وفصلها) للخير والشر، وضّح الدكتور رؤية نيتشه التي تؤمن بالتغيير المُتحرّك (التطوّري) للأخلاق لا على ثباتها، مضيفاً على مخالفته الصريحة لـ “ألواح الوصايا العشر” الموسويّة، والتي قيّمها في مفهومه حول (إرادة القوة) التي يُقصَد بـ قوّتها تجاه الذات لا تجاه الآخر على حد تعبير “المهدي” المنافي للمعنى الذي استغلته الدولة النازية كشعاراً لها.

وعرض “المهدي” عدداً من أقوال نيتشه المأثورة بالاضافة إلى أسماء كتبه وتذييلها بشرح مبسّط، مروراً إلى فكرة نيشته حول “الرجل الأعلى - ‪The Übermensch ‬“ في مقابل “الإنسان الأخير، يحب الدعة ليس له هدف”، نافياً “المهدي” وجود الأول، مؤكداً على تفشّي الآخر.

بقلم: نجاة الحيلة
بتاريخ: 10 نوفمبر 2018