السبت، 6 أكتوبر 2018

دورة علم السرد: أدوات السرد (الجلسة الثانية)

أدوات السرد: [أولاً: التبئير Focalisation]
الجلسة الثانية \ يوم السبت
الموافق ٦ أكتوبر ٢٠١٨م
دورة علم السرد Narratology
بقلم: نجاة الحيلة



❇ المدخل إلى التبئير:

🔳 للنص السردي ٤ مكونات (أو أشكال): [سرد، وصف، حوار، مناجاة]:

*- السرد (بالمفهوم الضيّق هنا): *
هو النص المتحرّك (المتغيّر). وتعرَف بالجملة الفعلية. 

*- الوصف: *
هو النصّ الثابت. وتُشار إلى الجملية الإسمية.

*- الحوار:*
والذي جاء على سبيل المثال في رواية (الحارس في حقل الشوفان) من ضمير الـ (أنت).

*- مناجاة:*
هو الحوار الداخلي المتجانس بين السارد البطل وذاته.

—————

🔳 علاقة السارد بقصته (الكلام هنا مع السارد وليس المؤلف): نوعين:

- سرد الحكي المتجانس: (الحكي الداخلي) homodiegetic narrative
ويسمى أيضاً بـ “سرد الشخص الأول”.

- سرد الحكي غير المتجانس: (الحكي الخارجي) heterodiegetic narrative
ويسمى أيضاً بـ “سرد الشخص الثالث”. [الثاني+الثالث]


* الفرق الأساسي بين سرد الحكي الداخلي، وسرد الحكي الخارجي، هو أن السارد في الأول يكون حاضراً بصفته أحد الشخصيات في القصة.

* سرد الشخص الأول هو الضمير المتكلم: (أنا). وسرد الشخص الثالث هو  جميع الضمائر ما عدا الـ أنا: (هو، هي، هما، هم، هن، أنت، أنتِ، أنتما والخ..)

*في قانون “التبئير”، يُنظر إلى موقع المؤلف (الكاتب) من روايته من حيث بنيتها القياسية بـ (أين يقف المؤلف؟)، إلى قدرة المؤلف على الإختباء خلف قصته ومدى تأثير ذلك على قيمة ونص الرواية، بنيوياً ومعرفياً. وتحديداً يُعرف ذلك من هنا، من علاقة السارد بقصته.*

—————

🔳 في داخل النص يوجد للسارد ٤ أنماط: 

- أن تقدّم الشخصية نفسها.
- أن يقدّم الشخصية سَواؤُها من الشخصيات الأخرى.
- أن يقدّم الشخصية ساردٌ آخر.
- أن تقدّم الشخصية نفسها بنفسها، والسارد، والشخصيات الأخرى معاً.


*ولكن في العمل السردي، هل من الممكن أن يكتفي السارد على نمط واحد في السرد؟
الجواب: لا يمكن ذلك، إنما تقوم الرواية من خلال متجانس وغير متجانس، ولكن هناك ضمير يغلب عليها، هو الذي يسود الرواية.

—————

🔳 تعددية إستعمال الضمائر في السرد، أبرزها، ثلاثة: 

- ضمير الغائب: الـ هو.
- ضمير المتكلم: الـ أنا.
- ضمير المخاطب: الـ أنت.


* وبحسب ما جاء “في نظرية الرواية” لعبدالملك مرتاض أن ضمير الغائب الـ (هو)، هو سيد الضمائر الثلاثة، وأكثرها تداولاً بين السرُاد، وأيسرها استقبالاً لدى المتلقين، وأدناها إلى الفهم لدى القراء. فهو الأشيع، إذن، استعمالاً، لجملة من الأسباب لعل من أهمها:

- أنه وسيلة صالحة لأن يتوارى وراءَها السارد فيمرر ما يشاء من أفكار، وأيديلوجيات، وتعليمات، وتوجيهات، وآراء، دون أن يبدُوَ تدخُلُه صارخاً ولا مباشراً إلا إذا كان محروماً مبتدئاً.

- إن اصطناع ضمير الغائب في السرد “يحمي” السارد من “إثم الكذب” بجعله مجرد حاك يحكي، لا مؤلف يؤلف، أو مبدع يُبدع.

- إن استعمال ضمير الغائب يتيح للكاتب الروائي أن يعرف عن شخصياته، وأحداث عمله السردي كل شيء. فيكون وضعه السردي قائماً على اتخاذ موقع خلف الأحداث التي يسردها، حيث يكون بها أشدّ إلماماً وأكثر اطلاعاً عليها، فهو بها، إذن، خبير، وبتفاصيلها عليم.

- يفصل اصطناع ضمير الغائب زمن الحكاية، عن زمن الحكي من الوجهة الظاهرة على الأقل؛ وذلك حيث إن الـ هو، في اللغة العربية، يرتبط بالفعل السردي العربي “كان” الذي يُحيل على زمن سابق على زمن الرواية.


♦️ إن الرواية التي تقوم على ضمير المتكلم الـ أنا، هي رواية “فضح”، تكشف عن عالم داخلي، وأفضل طريقة للهروب من العالم الداخلي، هو استخدام ضمير الغائب الـ هو.

—————

🔳 أشكال التبئير:

الراوي > الشخصية:
تُسمى زاوية الرؤية العليمة، وفيه يكون الراوي أعلم من الشخصية.


الراوي < الشخصية:
وفيه يكون الراوي بدرجة علمية أقل من الشخصية، وهنا يصدق عليه ضمير المتكلم الـ أنا.


الراوي = الشخصية:
وفيه تتساوى المعرفة بين الراوي والشخصية، وهنا منطقة ترحيل النص إلى المتلقي، حيث يمثل الضمير المخاطب الـ أنت  الأكثر مشاركة للمتلقي، من حيث القارئ الضمني والمؤلف الضمني.


الشخصية 0 البطل:
وفيه تكون الرؤية صفراً، وتُسمى بمناطق عمياء، وهي مناطق صمت، حيث يبرز فيها الوصف.

—————

🍃 إن قدرة المؤلف على إقناع القارئ -في موقف التلقي- من خلال تقنيات الكذب الفني في السرد، يضعنا أمام منطقتين متباينتين، “منطقة التعاطف”، و”منطقة الحيرى”. 

🍃 لابد للمؤلف أن يضع لقصته “قارئ مفترَض” يوجه إليه خطابه.

🍃 لا تقتصر الكتابة النموذجية على مكوّن واحد في السرد، هي عملية تنوّع وموازنة مع المكوّنات الأخرى [وصف،سرد،حوار،مناجاة]، تكاملاً للمشهد.

🍃 المؤلف الضمني، وفيه يكون المتلقي -القارئ- بمثابة مؤلف ثانٍ  للنص.